الأربعاء، 24 مايو 2017

بّرَ الُوَالُدِيَنَ

كان هناك اب في الخامسة و الثمانين من عمره و ابنه في الخامسة و الاربعين من عمره ، كانا يجلسان معاً في غرفة المعيشة ذات يوم و إذا بغراب أسود صغير يطير بالقرب من نافذة الغرفة و يصيح بصوت مرتفع ، انتبه الاب للغراب فسأل ابنه : ما هذا يا بني ؟ فقال الاب : غراب يا ابي ، و بعد دقائق نسي الأب و سأل الاب من جديد ما هذا يا بني ؟ قال له الابن باستغراب : لقد اخبرتك انه غراب يا ابي ، و بعد مرور عدة دقائق اخري عاد الأب يسأل ابنه من جديد : ما هذا يا بني ، فرد الاب بعصبية و قد ارتفع صوته : انه غراب غراب يا ابي ماذا بك ؟ و بعد مرور دقائق قليلة اخري سأل الاب للمرة الرائعة : ما هذا ؟ و هنا لم يحتمل الابن و صاح في غضب شديد : افففَفَفف لقد سألتني نفس السؤال أكثر من مرة و اخبرتك انه غراب ، هل هذا صعب عليك لتفهمه ؟ في هذه اللحظة قام الاب و ذهب إلي غرفته بهدوء دون ان ينطق بكلمة ثم عاد بعد دقائق و معه بعض اوراق قديمة شبه ممزقة من مذكراته اليومية ، و اعطاها لابنه و قال له اقرأها الآن بصوت مرتفع ، بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابني 3 سنوات و ها هو يركض و يمرح هنا و هناك ، وإ ذ بغراب يصيح في الحديقة فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب و عاد و سألني نفس السؤال ل 23 مرة و أنا أجبته ل 23 مرة فحضنته و قبلته و ضحكنا معا حتى تعب فحملته و ذهبنا فجلسنا . قال الله تعالى  🙁 (( وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُمَا وَ قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَ قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) صدق الله العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق