كلما اشتقت اليك أهرب الى طرقات المدينة أقطعها شارعا شارعا …لأعود في النهاية واجلس في طرف العالم متكورا على أوراقي و رسائلي التي اكتبها اليك كل يوم … اعود لانصت الى تلك الموسيقى التي ملتني و ملت وحدتي اعود لاعانق صورك القديمة و اكواب القهوة التي تعدت عمري … اتعبني حنيني و اشتياقي اليك … اريد أن أكتب لك عن كل تلك المشاعر التي في قلبي عنك … عن كل تلك الكلمات التي لم أقلها لك .. لكني أتساءل ان كنت تقرئين رسائلي … و هل تفكرين حول ان تكتبي لي .. اني استحق منك أكثر من رسالة .. رغم اني لم احضا بواحدة .. استحق منك اكثر من قبلة و عناق .. اكثر من حب ..استحق الاكثر منك … كما عهدتني دوما فجيوبي لا تخلوا من الاقلام و دفتر مذكراتي … اكتب في كل وقت و في اول فرصة .. كم اتمنى أن تصلك كلماتي .. اليوم أكتب لك من ذاك القطار الذي اعتدت ان استقله .. … احببت أن أخبرك عن هشاشة ايماني .. كنت أؤمن بقدرة الفرد على اسعاد نفسه .. على أن يظل واقفا رغم كل الاسى الذي يجثوا فوق قلبه … كنت اؤمن بان هناك اشياء في الحياة تستحق التعب من أجلها .. تستحق كثرة الركض …كنت اؤمن بالحب … الكتب .. القهوة … الموسيقى .. اؤمن بالصدق في كل اللحظات الي يحيها الانسان … اؤمن بالفن و بانه مسكنات لالامنا رغم انه اعتصر منها … اؤمن بخيال يمتزج بتلك الروح التي تسكننا ليتحول الى واقع … اؤمن بان الانسان قادر على يعيش و يحيا برضى تام .. رغم ذاك الثقب الذي يسكن صدره … رغم ذاك الوجع الذي يعتصر قلبه … كنت اؤمن بالسعادة … ان الحياة سعيدة هذا امر لن يتحقق ابدا … كنت اؤمن فقط بتلك الدقائق الساعات التي تزهر فيها السعادة من ثغرك من نظرة تشرق من عينيك … كنت مستعدا ان اضحي بحياتي مقابل لحظة فرح اركع فيها امام محراب عينيك … و لو مرة في العمر … و لو مرة واحدة … كنت استغرب عندما اشاهد حياة اشخاص تنتهي او تتغير او تقف بسبب قصة حب لم تكتمل … لكن مرت الايام لتتلاشى تلك النظرة .. و تنكسر تلك الدهشة … كان ذلك عندما لم اجد لحبي لك صدى في قلبك … حينها شعرت بان العالم لم يحبني … لم يمضي بي لقدري … استسلمت لاقابل الموت بصدر رحب … و ذاك الطفل الصغير داخلي … مل الكلام .. زهد الحياة .. اصبح يبكي و يبكي لا شيء اخر .. ان حياتي انحصرت في هذين الخيارين … لم اجد سوى البكاء تعبير كافي يبقيني حيا… ان كل ما يجري فوق هذه الارض لم يكن عادلا ابدا …اني اتألم في ذاك المقعد الضيق .. كنهر اوقفوا جريانه … كامة مضطهدة … ماذا سأكتب .. أو كيف سأرسم لك كلمات كنت أتمنى أن أقف فوق جبل لاصرخ بها في وجه العالم … انتي من تنجحين في اقصاء هذا الخراب في كل مرة…من تقدرين على اقصاء تلك المقابر الي نصبت في داخلي…لم يكن لدي الكثير لاعطيه كنت مقفر حزين كرسائلي المنسية التي لا تصل .. وحيد كعصفور مسجون في قفص نسي لون السماء …اوراقي فارغة دوما مما اريد قوله … عارية من الفرح … احتضنني عندما ابكي عندما اكتب اليك او عنك ..احتضنني عندما تهجرني الكلمات …و تهجرني الحياة … تبددت الاحلام ومات نصفها لكن لم يتبدد حبي لك .. احبك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق