كان من الممكن أن أبكي، أن أحطّم طقم الفناجين المفضّل عند أمّي، أشتم، أركض، أرسم، أو أخبر أحدهم عمّا حصل معي في ذلك اليوم . لكنّني لم أفعل شيئا من هذا، كتمت كلّ شيء في داخلي ، وجلست أمام مكتبة أخي الأكبر وكان بياض الورقة هو ما جعلني أشعر بالرّاحة . هنالك ، أعدتُ سرد كلّ شيء .
باختياري. أصبح ذلك أحد طقوسي اليوميّة، الشيء الذي حوّل ذاكرتي إلى صفحات ضخمة من الكلمات.
شيئًا فشيئًا باتت أفكاري دون رقيب تتسلّل نحو الواقع فتبصق في وجهه دون أن أضطر للتراجع عن كلمة واحدة، فهناك دائمًا ذاكرة ضخمة بانتظار مواجهة واحدة للانفجار .
علمت عندها بأن لا مجال للصمت بعد الآن . لأنّ الكتابة تعطيني مكانا لا أضطر فيه للاختباء وأقوم بقتل كلّ ما يخيفني فأمتلك حريّة لا يوقفها أحد .
لأنّها تجعلني أصرخ فلا أشعر بأنّني خائفة للحظات، وأستطيع بعدها المضيّ في زحمة الحياة.
الأحداث التي أخلقها والحوارات التي أرددها تجعل كلّ ما أريده أقرب وممكنًا نوعًا ما.
تعطيني مساحتي في هذا العالم.
تجعلني أعتذر لكلّ من آذيتهم ولكلّ من رحلوا حيث لا تفصلني عنهم المسافة ولا الوقت.
أكتب كي لا أكبر، كي أبقى طفلة تبعثر كلّ شيء في اللحظة التي تريد، وترسم العالم من حولها كما تريد.
كي لا أبكي أمام أحد، فأحمّل الكلمات وجعي وأرسم لها الابتسامات التي لا تصل لقلبي مهما حاولت.
لأنّ الكلمات التي لا نقولها تبقى عالقة فينا تمامًا كالمواعيد المؤجلة.
أكتب كي أستطيع النّوم ليلا، وليصمت الضجيج الذي في رأسي، كي أتنفّس، وأنجو من عقلي الذي لا يتوقّف عن الثرثرة.
أنا أستطيع تحمّل أيّ شيء إذا قمت بكتابته.
ولأنّني من خلالها أستطيع استنزاف الاحتمالات فأختارها واحدًا تلو الآخر وأختلق لكلّ واحد منها قصّة فأحياها وأتخلّص من تشعّب الطرقات التي تظهر أمامي عند كلّ اختيار.
لأنّ الكتابة تشعرني بالرّاحة، وكأنّ كلّ شيء على ما يرام، تكمل النّقص الذي يحيط هذه الفكرة المدعوّة بالوجود، وهي الوحيدة التي تعطيني قلبا كاملا وسعادة لا تشوبها الفجوات.
كي أشعر بأنّني على قيد الحياة ولست أصرخ داخل تلك الحفرة المظلمة كحلم مزعج.
الكلمات لها عيون هي تراني حين أكتبها وأقول لها الكثير.
لأجيب عن سؤال يتردّد في أذني منذ وجدت نفسي ملقاة في فراغ الصفحات: “إن سقطت شجرة ضخمة في غابة مهجورة، هل تحدث صوتًا؟” وأنا أستمرّ بالتفتّح على الجنون أكثر، وأتساءل كثيرًا: هل سيُسمع صوتي يومًا ما؟
لأن الحديث لا يحمل الكثير، ولأن الأصوات كلها تمضي وتبقى الكلمة المكتوبة محمّلة بقوّة لحظتها.
أكتب لشخص سوف يسمعني يومًا ما.
لأنّ الزنزانة التي أقبع فيها لا باب لها لأطرقه، أنا أكتب كي أخرج من ذاتي.
لأمنح الحياة لأناس لا يمتلكون صوتًا، وأستمع لهم حتّى الأعماق.
أكتب كي أختبر متعة الخلق والحياة.
لأخلق لنا بيتا وسط هذا الدمار، لأنهي الحرب وأستمتع بهدوء العائلة.
لأنّنا محاطون بالحواجز والهويّات والتقسيمات والمذاهب. ولأكمل عدّ الخطوات التي كنت أخطوها إليه حين توقّف قلبه عن الحياة، واحدة، اثنتان، ثلاث وسأمضي بها لعلّني أصل يومًا ما.
كي أبني جسرًا فوق هذا البياض كي يجمعني بكلّ ما أريد.
ويبقى كلّ ما أمتلكه الآن، عقلي الذي تدور فيه الكثير من القصص، والواقع الذي يسكب كلّ يوم مئات منها في داخلي.
لذلك أنا أختار أن أكتب الواقع ، عن أولئك الذين يمضون في حروبهم الخاصّة كلّ يوم، ومن ينسجون الكثير ممّا يرغبون بعيشه في عالم موازٍ ربّما . هنالك دائما شيء أريد الحديث عنه، أريد ملاحقته، والتعرف عليه عن قرب، ووضعه تحت مجهر الكلمات التي لا تكذب أبدًا . كي تخبر الأشياء عن نفسها، وتسكن الكلمات بإرادتها فتتوقّف الأصوات عن الهمس في أذني . باتت صفحاتي فيما بعد قصّة طويلة . و بتّ أكتب عن كلّ شيء . نحن نكتب أحيانا لنصلح انكسار الحياة .
باختياري. أصبح ذلك أحد طقوسي اليوميّة، الشيء الذي حوّل ذاكرتي إلى صفحات ضخمة من الكلمات.
شيئًا فشيئًا باتت أفكاري دون رقيب تتسلّل نحو الواقع فتبصق في وجهه دون أن أضطر للتراجع عن كلمة واحدة، فهناك دائمًا ذاكرة ضخمة بانتظار مواجهة واحدة للانفجار .
علمت عندها بأن لا مجال للصمت بعد الآن . لأنّ الكتابة تعطيني مكانا لا أضطر فيه للاختباء وأقوم بقتل كلّ ما يخيفني فأمتلك حريّة لا يوقفها أحد .
لأنّها تجعلني أصرخ فلا أشعر بأنّني خائفة للحظات، وأستطيع بعدها المضيّ في زحمة الحياة.
الأحداث التي أخلقها والحوارات التي أرددها تجعل كلّ ما أريده أقرب وممكنًا نوعًا ما.
تعطيني مساحتي في هذا العالم.
تجعلني أعتذر لكلّ من آذيتهم ولكلّ من رحلوا حيث لا تفصلني عنهم المسافة ولا الوقت.
أكتب كي لا أكبر، كي أبقى طفلة تبعثر كلّ شيء في اللحظة التي تريد، وترسم العالم من حولها كما تريد.
كي لا أبكي أمام أحد، فأحمّل الكلمات وجعي وأرسم لها الابتسامات التي لا تصل لقلبي مهما حاولت.
لأنّ الكلمات التي لا نقولها تبقى عالقة فينا تمامًا كالمواعيد المؤجلة.
أكتب كي أستطيع النّوم ليلا، وليصمت الضجيج الذي في رأسي، كي أتنفّس، وأنجو من عقلي الذي لا يتوقّف عن الثرثرة.
أنا أستطيع تحمّل أيّ شيء إذا قمت بكتابته.
ولأنّني من خلالها أستطيع استنزاف الاحتمالات فأختارها واحدًا تلو الآخر وأختلق لكلّ واحد منها قصّة فأحياها وأتخلّص من تشعّب الطرقات التي تظهر أمامي عند كلّ اختيار.
لأنّ الكتابة تشعرني بالرّاحة، وكأنّ كلّ شيء على ما يرام، تكمل النّقص الذي يحيط هذه الفكرة المدعوّة بالوجود، وهي الوحيدة التي تعطيني قلبا كاملا وسعادة لا تشوبها الفجوات.
كي أشعر بأنّني على قيد الحياة ولست أصرخ داخل تلك الحفرة المظلمة كحلم مزعج.
الكلمات لها عيون هي تراني حين أكتبها وأقول لها الكثير.
لأجيب عن سؤال يتردّد في أذني منذ وجدت نفسي ملقاة في فراغ الصفحات: “إن سقطت شجرة ضخمة في غابة مهجورة، هل تحدث صوتًا؟” وأنا أستمرّ بالتفتّح على الجنون أكثر، وأتساءل كثيرًا: هل سيُسمع صوتي يومًا ما؟
لأن الحديث لا يحمل الكثير، ولأن الأصوات كلها تمضي وتبقى الكلمة المكتوبة محمّلة بقوّة لحظتها.
أكتب لشخص سوف يسمعني يومًا ما.
لأنّ الزنزانة التي أقبع فيها لا باب لها لأطرقه، أنا أكتب كي أخرج من ذاتي.
لأمنح الحياة لأناس لا يمتلكون صوتًا، وأستمع لهم حتّى الأعماق.
أكتب كي أختبر متعة الخلق والحياة.
لأخلق لنا بيتا وسط هذا الدمار، لأنهي الحرب وأستمتع بهدوء العائلة.
لأنّنا محاطون بالحواجز والهويّات والتقسيمات والمذاهب. ولأكمل عدّ الخطوات التي كنت أخطوها إليه حين توقّف قلبه عن الحياة، واحدة، اثنتان، ثلاث وسأمضي بها لعلّني أصل يومًا ما.
كي أبني جسرًا فوق هذا البياض كي يجمعني بكلّ ما أريد.
ويبقى كلّ ما أمتلكه الآن، عقلي الذي تدور فيه الكثير من القصص، والواقع الذي يسكب كلّ يوم مئات منها في داخلي.
لذلك أنا أختار أن أكتب الواقع ، عن أولئك الذين يمضون في حروبهم الخاصّة كلّ يوم، ومن ينسجون الكثير ممّا يرغبون بعيشه في عالم موازٍ ربّما . هنالك دائما شيء أريد الحديث عنه، أريد ملاحقته، والتعرف عليه عن قرب، ووضعه تحت مجهر الكلمات التي لا تكذب أبدًا . كي تخبر الأشياء عن نفسها، وتسكن الكلمات بإرادتها فتتوقّف الأصوات عن الهمس في أذني . باتت صفحاتي فيما بعد قصّة طويلة . و بتّ أكتب عن كلّ شيء . نحن نكتب أحيانا لنصلح انكسار الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق